● قبلة السياحة العالمية مدينة ((شنغسي)) الصينية..
● الزراعة النيابية تبحث مع معهد القانون الدولي سبل تشريع قوانين بيئية مستدامة..
● القبانچي : ما زالت مأساة غزة تناشد الضمير الإنساني الميت لدى المجتمع الدولي
● ترمب يامر بنشر غواصتين نوويتين ردا على "استفزاز" ميدفيديف..
● خطة إيران الذكية للتخلي عن "جي بي إس"....
● مدير عام معهد التطوير النيابي يستقبل وفد فريق صناع الامل لبحث اقامة نشاطات شبابية
● القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يترأس الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني
● ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
● إياد بنيان يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم
● وزير الثقافة والسياحة والآثار يترأس الاجتماع الثالث للجنة العليا لجائزة الإبداع العراقي
● قبلة السياحة العالمية مدينة ((شنغسي)) الصينية..
● الزراعة النيابية تبحث مع معهد القانون الدولي سبل تشريع قوانين بيئية مستدامة..
● القبانچي : ما زالت مأساة غزة تناشد الضمير الإنساني الميت لدى المجتمع الدولي
● ترمب يامر بنشر غواصتين نوويتين ردا على "استفزاز" ميدفيديف..
● خطة إيران الذكية للتخلي عن "جي بي إس"....
● مدير عام معهد التطوير النيابي يستقبل وفد فريق صناع الامل لبحث اقامة نشاطات شبابية
● القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يترأس الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني
● ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
● إياد بنيان يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم
● وزير الثقافة والسياحة والآثار يترأس الاجتماع الثالث للجنة العليا لجائزة الإبداع العراقي

العقيدة والهوية الوطنية في العراق: بين مطلب التوازن ومحنة النقاء..

🛑فرجال... news

د. ناجي الفتلاوي

في ظل ما يشهده العراق من تحديات بنيوية ومعقدة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، يثور تساؤل جوهري يمس صميم الواقع العراقي: هل المطلوب اليوم هو نقاء العقيدة، أم توازنها؟ وهو تساؤل ليس نظرياً فحسب، بل يعبّر عن حاجة ملحّة لإعادة تقييم العلاقة بين العقيدة والدولة، وبين التنوع الديني والوطني،

فمن الحقائق التي لا يمكن إنكارها أن العراق بلد متعدد الأعراق والأديان والمذاهب. العرب والكرد والتركمان، المسلمون والمسيحيون والإيزيديون والصابئة، السنة والشيعة... جميعهم يشكلون النسيج العراقي التاريخي والحضاري. هذا التنوع، الذي يُفترض أن يكون مصدر غنى ثقافي وإنساني، أصبح في فترات كثيرة سبباً للتوتر والانقسام بسبب غياب رؤية وطنية جامعة تستوعب الجميع ضمن إطار دولة المواطنة والقانون،

إن الحديث عن ‘‘العقيدة الصافية النقية‘‘ في هذا السياق يمكن أن يكون دعوة إلى الإقصاء، فكل طائفة أو جماعة ستحاول فرض ‘‘نقائها‘‘ على الآخرين، ما يفتح الباب أمام صراع الهويات بدل توحيدها، ويغذي خطاب الكراهية والانقسام ، ومما يزيد الأمر تعقيداً هو تدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن العراقي، هذه القوى لا تعبأ بمصالح الشعب العراقي، بل تستثمر في التعددية العراقية لصالح أجنداتها الخاصة، عبر إذكاء الفتن الطائفية أو دعم جماعات دينية أو عرقية على حساب أخرى ،ولعل أخطر ما تقوم به هذه القوى هو محاولتها الدؤوبة لتفكيك ما تبقى من ‘‘التجانس التعددي الهوياتي العقدي"، أي ذاك الشعور الجمعي بأننا رغم اختلافنا، ننتمي إلى وطن واحد،إلى جانب التدخل الخارجي، يُلاحظ وجود فئة من السياسيين ورجال الدين الذين وظفوا العقيدة لخدمة مصالحهم الشخصية، هؤلاء لا يتورعون عن التحالف مع جهات خارجية ولا يترددون في استخدام الخطاب الديني للتحشيد الطائفي وكسب الأصوات أو النفوذ، النتيجة أن العقيدة أصبحت في بعض الأحيان أداة للهيمنة بدلاً من أن تكون رسالة روحية وأخلاقية ، هذا التوظيف النفعي للعقيدة ساهم في تشويه جوهرها، وأدى إلى فقدان الثقة بالمؤسسات الدينية والسياسية، وكرّس الانقسام بدل بناء الوحدة ، انطلاقاً من كل ما سبق، فإن الإجابة على التساؤل المركزي تكمن في ترجيح كفة ‘‘توازن العقيدة‘‘ لا ‘‘نقائها‘‘ بالمفهوم الإقصائي، التوازن هنا لا يعني المساومة على المبادئ، بل احترام التعدد، وإعادة تعريف العلاقة بين العقيدة والهوية الوطنية بشكل يضمن الانتماء الديني ويعزز روح المواطنة، فالعراق بحاجة إلى مقاربة عقلانية تستند إلى التوازن، تسمح للجميع بالتعبير عن هويتهم الدينية بحرية، دون أن تتحول العقيدة إلى أداة صراع، المطلوب اليوم هو تعزيز ثقافة الحوار، وبناء دولة تحمي العقائد، لا أن تتقمص واحدة منها ،فالمواطنة لا تعني إلغاء الدين، بل تعني حياد الدولة أمام جميع الأديان والمذاهب، إن المستقبل الآمن للعراق لا يمر عبر شعارات ‘‘نقاء العقيدة‘‘ التي تعني في كثير من الأحيان إقصاء الآخر، بل عبر ‘‘توازن العقيدة"، بما يضمن التعايش السلمي والتكامل بين المكونات، فالوطن الذي يتسع لعقائد متوازنة، يتسع أيضاً لنهضة شاملة، تقوم على العدالة والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية.