🛑 فرجال... news
بغداد - وسام السامرائي
تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة الجدل السياسي حول إمكانية تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة، وسط تضارب في المواقف بين الأطراف السياسية، ومقاطعة قوى باركة، في حين تؤكد المفوضية العليا للانتخابات التزامها بالجدول الزمني المعلن. فما خلفيات هذا الجدل؟ وما السيناريوهات المحتملة؟
#تضارب المواقف.. بين التأكيد والتشكيك
من جهتها، أكدت المفوضية العليا للانتخابات أكثر من مرة التزامها بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، مشددة على استكمال كافة الترتيبات اللوجستية والقانونية لضمان نزاهة العملية الانتخابية. إلا أن تصريحات بعض المسؤولين السياسيين أثارت الشكوك حول إمكانية تغيير الموعد، خاصة مع تصاعد الدعوات المطالبة بإعادة النظر في التوقيت بسبب ‘‘ظروف استثنائية"، دون تحديد طبيعتها بوضوح.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تكون جزءاً من مناورة سياسية لاختبار ردود الأفعال، أو ضغطاً لتحقيق مكاسب معينة قبل إجراء الاقتراع. كما أن غياب توافق واضح بين القوى السياسية الرئيسية يزيد من تعقيد المشهد، خاصة مع إعلان بعض الأحزاب الكبرى مقاطعتها للانتخابات، مما يطرح تساؤلات حول شرعية المجلس القادم ومستوى تمثيليته.
#المقاطعة.. هل تُغيّر المعادلة؟
أعلنت عدة قوى سياسية، بعضها يتمتع بشعبية واسعة، مقاطعتها للانتخابات لأسباباً مختلفة، منها عدم توفر الضمانات الكافية لنزاهة العملية، أو عدم إجراء حوار وطني شامل لتسوية الخلافات السياسية قبل الاقتراع. وهذه الخطوة تزيد من مخاوف أن تكون الانتخابات مجرد استحقاق شكلي دون مشاركة واسعة، مما قد يفقدها مصداقيتها في أعين الشارع والدولية.
لكن في المقابل، يرى مؤيدو إجراء الانتخابات في موعدها أن المقاطعة لا يجب أن تكون ذريعة للتأجيل، لأنها قد تتكرر في أي ظرف، وأن تأخير الاستحقاق الانتخابي قد يفتح الباب أمام فراغ دستوري أو أزمات سياسية أعمق.
#سيناريوهات متوقعة.. ما الأرجح؟
في ظل هذا الجدل، تبرز عدة سيناريوهات: . الإجراء في الموعد المحدد: وهو ما تؤكده المفوضية العليا للانتخابات، رغم كل التحديات، لتفادي أي أزمات دستورية أو سياسية قد تنتج عن التأخير. . تأجيل محدود: قد يتم تأجيل الانتخابات لبضعة أسابيع أو أشهر لتهيئة الظروف السياسية والأمنية، خاصة إذا توافقت الأطراف الرئيسية على ذلك. * تأجيل غير محدد: وهو السيناريو الأسوأ، حيث يُترك الموعد مفتوحاً بسبب تعذر التوافق، مما قد يؤدي إلى فراغ سياسي وتصعيد الاحتجاجات.
#ختاماً.. الانتخابات بين الشرعية والواقع
يبقى السؤال الأهم: هل الانتخابات في موعدها ستكون حلاً لأزمة الشرعية، أم ستزيد الوضع تعقيداً في ظل مقاطعة ونقص التوافق؟ الجواب يعتمد على مدى قدرة الأطراف السياسية على تجاوز خلافاتها، ومدى جاهزية المفوضية لضمان عملية نزيهة تشهد مشاركة واسعة.
في النهاية، التأجيل ليس حلاً سحرياً، بل قد يكون مجرد تأجيل لأزمة أكبر، ما لم يُرافقه حوار وطني شامل يضمن إجراء انتخابات مقبولة من الجميع